أخبار

هنالك نقص في المهارات الرقمية محلياً، فكيف يمكننا أن نتعامل معه؟

وفق شركة Mckinsey & Company، تعاني ٨٧٪ من الشركات عالمياً من فجوة مهارات رقمية اليوم. أو أنها تتوقع المعاناة منها في السنوات التالية. وبينما تعد المشكلة عالمية، فهي أوضح في المنطقة حيث أظهرت إحصائية أجرتها PwC أن ٨٠٪ من مدراء الشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يرون أن نقص المهارات، (وبالأخص الرقمية) هو تهديد جدي لمنظماتهم.

عبر العقود الماضية تنامى الطلب على المهارات الرقمية (Digital Skills) حول العالم. حيث ظهرت العديد من أنواع الوظائف الجديدة التي تتطلب مهارات رقمية عالية. كما أصبحت العديد من الوظائف التقليدية تتطلب مهارات متقدمة. وفي تقرير ل Linkedin لأكثر المهارات التي تحتاجها الشركات كانت أعلى المهارات طلباً هي:

الحوسبة السحابية (Cloud Computing)
يليها البلوك تشين (Block Chain)
ثم التفكير التحليلي (Analytical Thinking)
الذكاء الإصطناعي (AI)
كذلك تصميم تجربة المستخدم (UI/UX)
وغيرهم

وفي العامين الاخيرين بالأخص، قاد تسارع التحول الرقمي (Digital Transformation) إلى توسع فجوة المهارات الرقمية بشكل أكبر. وتبدو الأمور أصعب في الشرق الأوسط، حيث تبدو الفجوة أكبر من المناطق الأخرى. وتعمل العديد من الجهات الخاصة والحكومية اليوم على ردم الفجوة عبر أساليب تتضمن:

أولاً: تطوير المهارات الرقمية لدى القوى العاملة الحالية

بينما تحتاج الجهود المتعلقة بالتعليم لسنوات عديدة ريثما تعطي ثمارها وتنتج أجيالاً من الموظفين ذوي المعرفة الرقمية المتقدمة. فمن المهم تقديم حلول حالية وسريعة الأمر، ولعل أفضلها هو وضع حل للمعاناة الحالية. حيث يأتي جزء كبير من الفجوة الرقمية (Digital GAP) اليزم من عجز نسبة كبيرة من الموظفين عن إتمام أعمالهم بالشكل المثاليلأنهم يفتقدون جزءاً من المهارات فقط. وبما أن هذه المهارات قابلة للتعلم، فتعليم الموظفين هو الخيار الأسرع والأفضل. وبالطبع فإن تعليمهم يعتبر استثماراً كبيراً في العديد من الحالات.

ثانياً: توجيه الأنظمة التعليمية للتعامل مع حاجات السوق بشكل أفضل

طبقت العديد من الدول هذا الحل حالياً. حيث أضيفت المهارات الرقمية من استخدام الأجهزة الإلكترونية وحتى البرمجة إلى مناهج العديد من مدارس المنطقة. بالمقابل، تتجه العديد من الجامعات لتقديم تخصصات جديدة تركز على الوظائف الناشئة في سوق العمل. أو أنها تعمل على تطوير تخصصاتها الموجودة أصلاً لجعلها أكثر توافقاً مع بيئات عمل تركز على المهارات الرقمية بالدرجة الأولى.

ثالثاً: إيصال المهارات الرقمية إلى الفئات الأقل حظاً

يرى الخبراء أن جزءاً كبيراً من فجوة المهارات الرقمية الحالية يأتي من غياب فرص تعلم هذه المهارات للفئات المحرومة اقتصادياً في المجتمعات. حيث أن هناك فجوة واضحة في الوصول إلى الأجهزة التقنية مثل الحواسيب والأجهزة اللوحية وسواها عند مقارنة أطفال العائلات الثرية والفقيرة. ونتيجة عدم وصول نسبة كبيرة من الأطفال واليافعين للأجهزة الرقمية، عادة ما تنمو فجوة المهارات الرقمية بشدة.

بشكل عام يمكن النظر إلى المهارات الرقمية كما معظم المهارات الأخرى. حيث يرتبط جزء كبير من تعلم هذه المهارات بوجود موهبة سابقة لدى المتعلمين. وبالنتيجة يعني حرمان فئات كبيرة من المجتمع من الوصول إلى الأجهزة الإلكترونية تضييع مواهب كامنة كانت لتتألق في الظروف المناسبة.

هناك عدة مبادرات حالية للتقليل من فجوة الانكشاف الرقمي بين الفئات المختلفة للمجتمعات. حيث تعمد العديد من المدارس والجامعات على توفير مخابر حاسوبية أو حتى توزيع حواسيب شخصية وأجهزة لوحية للطلاب. لكن وحتى الوقت الحالي لا تزال الجهود العالمية في المجال دون اللازم لردم الفجوة الرقمية. بل أن هناك فجوة اكبر تتطور بين مستويات الدخل للبلدان وليس فقط للافراد.

رابعاً: تقديم الحوافز لتعلُّم المهارات الرقمية وتطويرها

عادة ما تظهر الحوافز من هذا النوع على شكل تعويضات أعلى للموظفين الذين يمتلكون مهارات رقمية أعلى في سوق العمل. لكن من الممكن أن يتم ردم جزء كبير من فجوة المهارات الرقمية عندما يتيح تعلم هذه المهارات مسارات واضحة ومعروفة للموظفين للحصول على ترقيات داخل شركاتهم. حيث تعني الترقيات إضافة حافز ملموس ومتاح للموظفين ليطوروا أنفسهم بدل التقاعس الممكن عندما تكون الفائدة الوحيدة الملموسة هي الانتقال إلى شركة منافسة.


تصفح أيضاً:

تحسن بيئة الشركات الناشئة في منطقتنا مثبت بالأرقام

Show More

Related Articles

Back to top button