قد يتمكن سكان الريف الذين يفتقرون إلى خدمة النطاق العريض أخيرًا من الحصول على اتصال إنترنت سريع بفضل الإطلاق الأخير لخدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك.
كما هو الحال دومًا، ستكون المقاطعات والمدن الأميركية أولى المناطق التي تحصل على الخدمة. حيث أنّ مقاطعة دور، في ولاية ويسكونسن هي من بين مواقع اختبار بيتا العامة لشبكة ستارلينك. جدير بالذكر أنّ ستارلينك سميت بهذا الاسم لأنها ستحظى “بتغطية شبه عالمية في عام 2021″، وفقًا لموقعها على الإنترنت. ويقول الخبراء إن هناك حاجة ماسة إلى الخدمة في المناطق النائية.
قال تايلر كوبر، رئيس تحرير موقع BroadbandNow، وهو موقع مقارنة خدمات الإنترنت، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: “هناك العديد من المناطق الريفية في الولايات المتحدة حيث يكون تركيب بنية تحتية سلكية واسعة النطاق لا معنى له من الناحية اللوجستية. ستلعب ستارلينك وغيرها من مبادرات النطاق العريض في المدار الأرضي المنخفض دورًا حاسمًا في هذه المجتمعات، لأنها لا تعتمد على العمود الفقري للبنية التحتية الموجودة للعمل”.
آلاف نقاط الاتصال تدور حول الأرض!
Starlink عبارة عن شبكة إنترنت عبر الأقمار الصناعية يتم إنشاؤها بواسطة شركة SpaceX التي أسسها إيلون ماسك، بهدف توفير الوصول إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. وتتألف الكوكبة من آلاف الأقمار الصناعية، وتوفر وصولاً للإنترنت عالي السرعة إلى مُختلف المناطق حول العالم.
وقد يكون من بين عملائها العديد من البشر الذين يعيشون في أماكن يصعب فيها الحصول على النطاق العريض. وفقًا لتقرير صادر عن لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية، ما يقرب من ربع السكان – 14.5 مليون شخص – يفتقرون إلى الوصول إلى هذا النطاق العريض في المناطق الريفية. وفي المناطق القبلية، ما يقرب من ثلث السكان يفتقرون إلى الوصول.
ذو صلة
سعر تذاكر المريخ لن يزيد على 500,000 دولار أمريكي وفقاً لمزاعم إيلون موسك
وفقًا لـ CNBC، تبلغ تكلفة خدمة ستارلينك 99 دولارًا شهريًا بالإضافة إلى تكلفة أولية قدرها 499 دولارًا لطلب Starlink Kit. وتشتمل الحزمة طرف مستخدم للاتصال بالأقمار الصناعية وحامل ثلاثي القوائم وجهاز توجيه Wi-Fi. وقد يكون السعر مناسبًا لبعض العملاء في الريف ممن يعانون للعثور على خدمة النطاق العريض.
وقال باري ماتسوموري، الرئيس التنفيذي لشركة BridgeComm المتخصصة في اللاسلكي البصري، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: “في النهاية، يأتي أفضل اتصال من كابل الألياف الضوئية، لأنه يدعم أعلى معدلات البيانات. ومع ذلك، فإن تكلفة كابل الألياف الضوئية تجعلها باهظة لمناطق الإسكان منخفضة الكثافة”.
يقول مراقبو الصناعة إن ستارلينك لن تحل محل خطوط الألياف البصرية. حيث قدر كارل روسو، الرئيس التنفيذي لشركة Calix، وهي شركة برمجيات لموفري الاتصالات، أن السعة الإجمالية لإنترنت الأقمار الصناعية المقترحة من ستارلينك يمكن أن توفر اتصال Gigabit لـ 4800 مشترك فقط في النطاق العريض في الولايات المتحدة بأكملها.
وقال في مقابلة عبر البريد الإلكتروني “عند مقارنتها بشبكة ألياف واحدة قادرة على إنتاج بيتابت في الثانية من السعة، لا توجد مقارنة”.
اتصال سريع
تهدف شبكة ستارلينك إلى توفير سرعات وزمن وصول مقارنة بالاتصال السلكي، وهو الأول من نوعه للإنترنت عبر الأقمار الصناعية، كما قال كوبر. ونظرًا لأن الأقمار الصناعية يتم وضعها في مدار منخفض، يمكن للمستخدمين الاستفادة من أشياء مثل مؤتمرات الفيديو والبث المباشر والألعاب عبر الإنترنت والتطبيقات الأخرى كثيفة النطاق الترددي.
“تكلفة كابل الألياف الضوئية تجعله باهظًا لمناطق الإسكان منخفضة الكثافة”
ومن المتوقع أن تتحسن خدمة ستارلينك مع زيادة عدد الأقمار الصناعية في المدار. وقال كوبر إن الشركة أشارت إلى أنها تهدف إلى متابعة إصدار أكثر شمولاً في وقت ما من هذا العام.
وأضاف: “على الرغم من عدم توفر خدمة أخرى للمدار الأرضي المنخفض حاليًا، فإن مشروع أمازون كايبر هو مبادرة أخرى تخطط لتقديم خدمة مماثلة للمناطق المحرومة على مستوى العالم. ومع ذلك، ليس للشركة أقمار صناعية تجارية في المدار حتى الآن”.
دخل رئيسا Starlink و Project Kuiper مؤخرًا في حرب كلامية، مما يشير إلى المنافسة المتزايدة على الإنترنت الفضائي. حيث تتصارع الشركتان على التداخل بين أبراجهما من الأقمار الصناعية. واحتجت أمازون على المعلمات المدارية لستارلينك، مدعيةً أنها ستتداخل مع عملياتها. وقال ماسك إن احتجاج أمازون سيعيق أقمار سبيس إكس ستارلينك ذات النطاق العريض، بينما ردت أمازون بأن سبيس إكس سعت إلى خنق المنافسة.
ويمكن لمستخدمي الإنترنت في المناطق الريفية الحصول على زيادة في السرعة إذا أوفت ستارلينك بوعودها. دعونا نأمل فقط ألا تتقاطع أعمال ستارلينك مع أقمار أمازون الصناعية.
