كيف؟

كيف أحذف جوجل من حياتي؟

اعتاد شعار جوجل أن يكون “لا تكن شريراً” ولكن في نظر البعض أصبحت الشركة ترتدي عباءة الإمبراطورية الشريرة من مايكروسوفت، والتي ورثها بيل جيتس ورفاقه من IBM. لكن هنا السؤال: كيف أحذف جوجل من حياتي.
قبل أن ندخل في تفاصيل كيفية حذف جوجل من حياتك تماماً، هناك بعض المعلومات التي نرغب بتزويدك بها، منها مثلاً فرض الاتحاد الأوروبي غرامة على جوجل بقيمة 2.4 مليار يورو بسبب إساءة استخدام البحث واحتكار النتائج عن طريق تفضيل منتجات الشركة على المنافسين.
كما تغرّمت جوجل أيضاً في الآونة الأخيرة مبلغ 4.34 مليار يورو بسبب “سلوك غير قانوني خطير للغاية” في استخدام أندرويد لتعزيز هيمنتها كمحرك بحث، وفقاً لمفوضة المنافسة في الاتحاد الأوروبي مارجريث فيستاجير، وهي تهمة ترفضها الشركة الأمريكية العملاقة.

كيف أحذف جوجل من حياتي

بدأت جوجل السيطرة من خلال الاستيلاء على سوق محركات البحث، ثم أصبحت تهيمن الآن على نظام تشغيل الهواتف الذكية أندرويد، وسوق المتصفحات من خلال كروم، والبريد الإلكتروني عبر Gmail، والفيديو عبر الإنترنت باستخدام موقع يوتيوب، وأيضاً خرائط جوجل.
كما تُمثّل جوجل تحدياً في مناطق أخرى من خلال نظامها السحابي الخاص بها، وحزمة أوفيس على الإنترنت باسم جوجل درايف، وأجهزة كروم بوك، وWaze، ونظام البيت الذكي Nest، وغيرها الكثير. فالشركة مثلاً متقدمة في تقنية السيارات ذاتية القيادة Waymo، والذكاء الاصطناعي باستخدام DeepMind. من النهاية، مقاومة جوجل غير مجدية.

جوجل على الويب

يمكننا أن نتفق معاً أن جوجل سيطرت في هذه المجالات عبر تقديم منتجات عالية الجودة، وتخلصت من أكثر من 40 خدمة غير فعالة – انضمت إليها مؤخراً الشبكة الاجتماعية جوجل بلس – مما يعني أنّ الشركة لا تفوز دائماً. لكن هناك مشاكل أخرى.
أولاً، تتحكم جوجل الآن في تطوير الويب إلى الحد الذي لا تستطيع فيه حتى مايكروسوفت أن تنافسها، كما يتضح من قرارها باستبدال محرك متصفح EdgeHTML الذي تطوره مايكروسوفت، بمتصفح يعتمد على كروميوم من جوجل، أي نفس المحرك الذي صنعت منه جوجل محرك كروم.
كان من المفترض أن يستفيد المستخدمون من التنافس بين التطبيقات المختلفة لمعايير الويب المفتوح، ولكن اليوم كروميوم أصبح المعيار أو بمعنى آخر متصفح جوجل كروم.
كما أشارت الشركة المطورة لمتصفح فايرفوكس – موزيلا “من منظور التمكين الاجتماعي والمدني والفردي، فإن التخلي عن السيطرة على البنية التحتية الأساسية على الإنترنت لصالح شركة واحدة أمر فظيع”.
ثانياً، يعاني الكثير منا من مشاكل في نموذج أعمال جوجل، وهو ما وصفته أستاذة كلية هارفارد للأعمال شوشانا زوبوف بعنوان “رأسمالية المراقبة”.
تحصل جوجل على الأموال من خدماتها المجانية من خلال تتبع المستخدمين واستهدافهم بالإعلانات.
في الواقع، تتبعك الشركة عبر الويب حتى لو لم تقم مطلقًا بزيارة أي من خدمات جوجل لأن مواقع الويب الأخرى تستخدم عادةً خدمات مثل Google AdWords وAdMob وDoubleClick وGoogle Analytics ومنتجاتها الأخرى للتتبع أو الإعلانات.
من عمليات البحث وزيارات الموقع، ربما تعرف جوجل عنك أكثر من والدتك أو زوجتك، ولا يوجد أي معلومات عن المكان الذي ستنتهي إليه هذه المعلومات في نهاية المطاف.
كما أنّك إذا كنت تستخدم هاتفًا يعمل بنظام أندرويد، فبإمكان جوجل أيضًا تتبع موقعك الفعلي، وإذا قمت بإيقاف تشغيله، فستفقد الاتجاهات، وخدمة “ابحث عن هاتفي” وغيرها من المميزات.
لذلك، تذكر أن تجنب منتجات جوجل ليس سوى جزء من المشكلة، وستحتاج إلى حماية خصوصيتك بطرق أخرى.

طريقة سهلة للتخلي عن جوجل

إن أبسط طريقة لتجنب معظم منتجات جوجل هي بالتبديل إلى خدمات مايكروسوفت أوآبل المشابهة، كليًا أو جزئيًا.
قد يرى البعض أن هذا يعني القفز من المقلاة في النار. ومع ذلك، فإن مايكروسوفت الجديدة تحت قيادة ساتيا ناديلا تختلف عن القديمة، وتحركها مقاييس أخرى (الاستخدام بدلاً من عدد الوحدات). إنه يبني نظاماً بيئياً أوسع نطاقاً بين الأنظمة المختلفة من جوجل (كل شيء عبر الإنترنت) أو آبل (كل شيء على آبل).
لا تزال خدمة البريد الإلكتروني Outlook.com ليست بنفس جودة Gmail، ولكن يمكنك استخدامها من برنامج بريد إلكتروني على سطح المكتب، وهناك تطبيق بريد رائع في نظام التشغيل ويندوز 10. وهناك أيضاً الكثير من الخدمات البديلة، بما في ذلك FastMail وProtonMail .
وتعد الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد مشكلة لأن جوجل تتحكم في النظام.
ومع ذلك، يمكنك تشغيل Microsoft Launcher وعشرات من تطبيقات مايكروسوفت على أندرويد، وتوصيله بهاتفك في نظام التشغيل ويندوز 10.
كذلك تُعد أجهزة آيفون من آبل خيار أفضل لعدم وجود تطبيقات جوجل عليها بشكل مُسبق، على الرغم من أن جوجل تدفع المليارات لشركة آبل كي تجعلها محرك البحث الافتراضي.
مرة أخرى، توفر مايكروسوفت العشرات من التطبيقات لأجهزة آيفون ويمكنك أيضًا توصيل آيفونك بنظام ويندوز 10.
يوجد أيضاً ROM مفتوح المصدر لهواتف أندرويد باسم سيانوجين مود، وتغير اسمه مؤخراً ليُصبح LineageOS.

كيف أحذف جوجل من حياتي / اختيار المتصفح

تتحكم جوجل في سوق المتصفحات، وبالتالي فإن أفضل بديل لمتصفح كروم هو متصفح موزيلا فايرفوكس.
مع استسلام كلاً من أوبرا و مايكروسوفت الآن، تعد موزيلا هي الشركة الوحيدة التي لا تزال ملتزمةً ببناء متصفح يستند إلى معاييرها الخاصة.
لحسن الحظ ، لدى محرك التقديم الخاص بمتصفح كروم أصول مفتوحة المصدر – قامت آبل بتشكيل KHTML لإنشاء WebKit لمتصفح سفاري، ثم قام جوجل بتشكيل WebKit لإنشاء Blink for Chrome – بحيث يتوفر الرمز الأساسي في شكل Chromium.
وقد مكّن هذا العديد من الشركات من إنشاء متصفحات تعتمد على كروميوم مفتوح المصدر، دون استخدام الأشياء التي تضيفها جوجل في كروم.
تعد أوبرا وفيفالدي أكثر الأمثلة وضوحاً على هذا الأمر، على الرغم من أنّه يجب عليك أيضاً النظر في متصفح Epic الذي يركز على الخصوصية، من بين أمور أخرى.
في حالة استخدام متصفح يعتمد على كروميوم لن تكون حراً تماماً من جوجل، كما هو الحال مع فايرفوكس، لكنّه يبدو حلاً مقبولاً.

ابحث هنا

لا يزال لدى جوجل أفضل محرك بحث، لكن بينج وDuckDuckGo هما بدائل قابلة للتطبيق لمعظم عمليات البحث. إذا لم تتمكن من تجنب بحث Google تماماً، فيمكنك بالتأكيد تقليل استخدامك.
يعد DuckDuckGo خياراً جيداً لأنه موجه نحو الخصوصية، ويمكنك تشغيل عمليات بحث جوجل منه باستخدام أمر !bang. ومع ذلك، تتضمن مصادر DDG محركات بحث أخرى مثل بينج وياهو وYandex.
بالنسبة لعمليات البحث عن الصور والصور العكسية، أوصي بمحرك بحث Yandex الروسي، وبينج وTinEye.

يوتيوب

تقريبًا كل محاولة لتجنب منتجات جوجل تموت بألم عندما يتعلق الأمر بالفيديو عبر الإنترنت، حيث يسود يوتيوب هذا السوق. هناك الكثير من مواقع الفيديو على الإنترنت الموجودة منذ فترة طويلة بما في ذلك Vimeo وDailymotion وFacebook، ولكن يوتيوب لا يُهزم بسبب اتساع محتواه. وليست هناك طريقة للتغلب على ذلك.
هناك الكثير من مواقع الويب التي ستقوم بتنزيل مقاطع الفيديو التي ترغب في مشاهدتها دون الحاجة إلى الانتقال إلى موقع يوتيوب، مثل موقع KeepVid.
ومع ذلك، فإن هذا النهج لا يناسب جوجل لأنك لا ترى أي إعلانات.
وأيضًا، تميل هذه المواقع – التي يمكن أن تكون صعبة الاستخدام في البداية – إلى التوقف عن العمل، و / أو ظهور العديد من صفحات الإعلانات المنبثقة.
هذا المقال مترجم عن صحيفة الجارديان.

Show More

Related Articles

Back to top button